وسأحميها حتى من نفسى
صفحة 1 من اصل 1
وسأحميها حتى من نفسى
]] بسم الله الرحمن الرحيم [[
]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [[
------------ ---
بعد أن أرخى الليل سدوله الحالكة المظلمة، جعلت القمر ينصرف عن أن يطلع، فينير، في إباء واصرار،
وفي حجرة صغيرة، يسودها جو من الكآبة والسوداوية، جدرانها من الخشب الرث المتهالك، طلي بلون شاحب وداكن لا تبيان له،
ملئى بأجزاء من حيوانات محنطة، منثورة هنا وهناك، حتى أن الموت اتخذ من المكان عنوانا يستوطنه،
مظلمة إلا من سراجين كبيرين، أحدهما في الشرق من الحجرة، والآخر في الغرب، وفي أحشائهما لهب يناضل للبقاء حيا،
برقصات أشبه بمشي من أعيته الثمالة المفرطة، فما عاد يستقيم له عود، فهو ما بين وقوف ،وتخبط، وسقوط
ويواسي السراجين قطع من أثاث رث الهيئة، ماهي إلا مقعدين من الخشب المكسو بالجلد، مرقعين،
وبينهما ما هو اشبه بمرجل صغير، تعلوه صحفة كبيرة معدنية، قد غمرها الرماد، وفوق الرماد جمر يحترق، ولا يلتهب،
يتصاعد منه دخان، يعبق الحجرة بروائح كريهة مقززة، تجعل من يقترب من الحجرة ينفر، قبل أن يفكر في الدخول.
غير أن
شاب في مقتبل العمر قد تزينت الوسامة على قسمات وجهه، فأكسبته ملاحة محببة للنفس، مجتمع بامرأة
وياللعجب هي عجوز شمطاء، قد رسم الزمن على قسماتها خطوطا تعبر عن ضربها غورا في عدد السنوات في عمق،
الشاب يرتدي اجمل الثياب، لم تخف الظلمة ملاحته يجتمع بعجوز اكتست بالسواد، وتزيت به في منافسة للون عينيها،
وهي تنظر إلى الشاب في اصغاء، بعد أن قامت ببعض حركات بيديها، مصاحبة ببعض الأصوات التي تتأرجح
ما بين الهمهمة والصراخ بكلمات هي في واقعها طلاسما وتلعثمات، تتخللها بعض الكلمات المعقولة، وغير مفهومة،
قال الشاب : إني أحبها حبا عظيما، قد بلغ من الفؤاد مبلغا جسيما، فأريدك أن تجعليها تبادلني هذا الحب بعشق أعظم وأكبر ..
ردت عليه : هذا سهل جدا .. أحضر منديلا يخصها، أو أي شيء من أثرها، تكون قد استعملته، ولم ينظف، وسأجعلها تجن بك.
قال وقد اكتسى وجهه بمسحة من غضب : كلا .. إن أجمل ما فيها، ذلك العقل الذي قد زانها بالروعة .. إن ما أريده هو أن تعشقني، فأنا أعشق حتى التراب الذي تطأه، وما هو بأفضل مني ،واعشق البيت يحتويها، وما هو بأفضل مني، وإني اعشق تلك الشجرة، التي استظلت بها في ذلك اليوم القائظ.
قالت مبتسمة : سأجعلها تحبك كما تشتهي، ولكن إلي منها بأثر، هو كل ما يهمني.
قال وفيه شيء من قلق : ليس في ذلك أذى لها .. أليس كذلك؟
هزت رأسها موافقة وقالت : نعم هو ذاك.
قال بشيء من الشك : أمتأكدة؟
قالت بحزم : كل التأكيد .. فكن مطمئنًا!.
قال وقد تخضب صوته الهيام : أريدها كما هي، غير أن عشقي يملأ دنياها.
قالت وقد غادرتها البسمة : سأفعل فقط أحضر لي ما طلبته ..
قال في توتر : لماذا يجب أن يكون هنالك أثر؟!!
قالت بقلة صبر : حتى أتعرف عليها.
قال وقد تصاعدت حدته : ألقي السحر على قلبها هكذا، وبلا أثر !!
قالت في حدة : لابد من وجود أثر.
قال بتوتر يشوبه التحفز : لمــاذا؟!!
قالت وقد احتدت : هكذا يتم الأمر.
قال محتدا في تهديد : أنت لن تؤذيها؟!
قالت وقد عادت لتتمالك نفسها وتبدي الهدوء : هكذا يتم الأمر، فلا تخف، لن أؤذيها بشيء.
سارع يقول في تحذير وإن هدأ صوته قليلا : ولن تغيري طبيعتها، ونفسها الحلوة، وروحها الخلابة، وذلك العقل الراجح، الذي لم أصادف مثله، فسلب لبي؟
قالت في ملل : مادمت قد شغفت بحبها، فتزوجها!
قال وقد اكتسى بالحزن الشديد : ما إلى ذلك سبيل.
قالت في دهشة مخلوطة بملل : لمَ؟
قال في أسى : في قلبها حب لغيري.
قالت وقد ابتسمت ابتسامة صفراء مقززة : سأصرفها عنه إليك.
قال باستعطاف : هذه بغيتي.. وهدفي الكبير أن استوطن قلبها وحدي فقط..
قالت بابتسامة واسعة مؤكدة : سيكون هذا لك.
قال واكتسى صوته بالم وصبغة من تهديد : نعم .. لهذا جئتك، والأفضل أن تصدقي!!
قالت في نفاذ صبر بالغ محتدة : لا تشكك بي يا هذا!
قال صائحا : اصمتي!.. وابدأي بعملك!
قالت في حدة : احضر لي أثرها أولا!
قال محتدا بدوره : أراك تصرين .. اعملي على قلبها! فهو منبع حبها..
قالت مؤكدة في تململ : عملي يتم بالأثر..
قال في حدة وتهديد : لعلك ستؤذينها؟
قالت مؤكدة في تململ شديد : كلا .. يا هذا! .. فقط سأصرفها إلى حبك أنت وحدك..
قال في تشكيك : وما دخل الأثر الذي تجدين في طلبه؟
قالت وقد صاحت بصوت غاضب : انصرف ياهذا! .. ليس لك شأن عندي، لقد اتعبتني، بل لقد ملأتني سقما وإعياءا .. فاذهب! اذهب لغيري .. إن حاجتك ليست عندي، لألبيها لك .. فانصرف!!
انصرف على عجل! فغضبي يجعلني احمل لك الحقد، ولكم أرغب بركلك خارجا.. أيها الأرعن!..
قال وقد أخذه الغضب كلية صائحا : أيتها الكاذبة، المؤذية، التعيسة، الحقيرة!! ..
وقفز من فوره إليها، غير عابئ بالجمر الذي يتأجج، وكأنه يشارك في الغضب، الذي عم الحجرة، الرثة، المتهالكة،
انقض الشاب المحمر العينين في اصرار وخفة، حاملا خنجرا مسلولا، وكأنه قد استله من العدم ،
وانتثرت الدماء في جنبات الحجرة، فتخضبت بالأحمر القاني في جميع الأرجاء، وتعالت الأصوات في مهرجان صاخب
ما بين صرخات توعد، وتهديد، وصيحات استنجاد، ثم حشرجات مختنقة، ثم بدأ التخافت يسلم القياد للصمت،
حتى عم الأخير في بطء على المكان، فأعلن أنه قد ساد كل شيء، فأسدل الهدوء ستائره.
في حجرة قديمة رثة، جدرانها خشب متهالك، تخضبت بدماء مقززة، وروائح منفرة، تنتشر، تزكم الأنوف،
وتسقم القلوب في ليل حالك الظلمة، خدشت ستائره همهمة لرجال كثير، تجمهروا، وأضواء قد سطعت في الأنحاء
وتعالت أصوات سرينات لسيارات الشرطة، وعرباتها،
كان هناك شاب غادرته ملامح الحياة، مصفدا، وملقى على الأرض، يهمهم قائلا : إنها حبيبتي، نعم.. حبيبتي، وسأحميها، حتى من نفسي.
------------ --------- --------- --
]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [[
------------ ---
بعد أن أرخى الليل سدوله الحالكة المظلمة، جعلت القمر ينصرف عن أن يطلع، فينير، في إباء واصرار،
وفي حجرة صغيرة، يسودها جو من الكآبة والسوداوية، جدرانها من الخشب الرث المتهالك، طلي بلون شاحب وداكن لا تبيان له،
ملئى بأجزاء من حيوانات محنطة، منثورة هنا وهناك، حتى أن الموت اتخذ من المكان عنوانا يستوطنه،
مظلمة إلا من سراجين كبيرين، أحدهما في الشرق من الحجرة، والآخر في الغرب، وفي أحشائهما لهب يناضل للبقاء حيا،
برقصات أشبه بمشي من أعيته الثمالة المفرطة، فما عاد يستقيم له عود، فهو ما بين وقوف ،وتخبط، وسقوط
ويواسي السراجين قطع من أثاث رث الهيئة، ماهي إلا مقعدين من الخشب المكسو بالجلد، مرقعين،
وبينهما ما هو اشبه بمرجل صغير، تعلوه صحفة كبيرة معدنية، قد غمرها الرماد، وفوق الرماد جمر يحترق، ولا يلتهب،
يتصاعد منه دخان، يعبق الحجرة بروائح كريهة مقززة، تجعل من يقترب من الحجرة ينفر، قبل أن يفكر في الدخول.
غير أن
شاب في مقتبل العمر قد تزينت الوسامة على قسمات وجهه، فأكسبته ملاحة محببة للنفس، مجتمع بامرأة
وياللعجب هي عجوز شمطاء، قد رسم الزمن على قسماتها خطوطا تعبر عن ضربها غورا في عدد السنوات في عمق،
الشاب يرتدي اجمل الثياب، لم تخف الظلمة ملاحته يجتمع بعجوز اكتست بالسواد، وتزيت به في منافسة للون عينيها،
وهي تنظر إلى الشاب في اصغاء، بعد أن قامت ببعض حركات بيديها، مصاحبة ببعض الأصوات التي تتأرجح
ما بين الهمهمة والصراخ بكلمات هي في واقعها طلاسما وتلعثمات، تتخللها بعض الكلمات المعقولة، وغير مفهومة،
قال الشاب : إني أحبها حبا عظيما، قد بلغ من الفؤاد مبلغا جسيما، فأريدك أن تجعليها تبادلني هذا الحب بعشق أعظم وأكبر ..
ردت عليه : هذا سهل جدا .. أحضر منديلا يخصها، أو أي شيء من أثرها، تكون قد استعملته، ولم ينظف، وسأجعلها تجن بك.
قال وقد اكتسى وجهه بمسحة من غضب : كلا .. إن أجمل ما فيها، ذلك العقل الذي قد زانها بالروعة .. إن ما أريده هو أن تعشقني، فأنا أعشق حتى التراب الذي تطأه، وما هو بأفضل مني ،واعشق البيت يحتويها، وما هو بأفضل مني، وإني اعشق تلك الشجرة، التي استظلت بها في ذلك اليوم القائظ.
قالت مبتسمة : سأجعلها تحبك كما تشتهي، ولكن إلي منها بأثر، هو كل ما يهمني.
قال وفيه شيء من قلق : ليس في ذلك أذى لها .. أليس كذلك؟
هزت رأسها موافقة وقالت : نعم هو ذاك.
قال بشيء من الشك : أمتأكدة؟
قالت بحزم : كل التأكيد .. فكن مطمئنًا!.
قال وقد تخضب صوته الهيام : أريدها كما هي، غير أن عشقي يملأ دنياها.
قالت وقد غادرتها البسمة : سأفعل فقط أحضر لي ما طلبته ..
قال في توتر : لماذا يجب أن يكون هنالك أثر؟!!
قالت بقلة صبر : حتى أتعرف عليها.
قال وقد تصاعدت حدته : ألقي السحر على قلبها هكذا، وبلا أثر !!
قالت في حدة : لابد من وجود أثر.
قال بتوتر يشوبه التحفز : لمــاذا؟!!
قالت وقد احتدت : هكذا يتم الأمر.
قال محتدا في تهديد : أنت لن تؤذيها؟!
قالت وقد عادت لتتمالك نفسها وتبدي الهدوء : هكذا يتم الأمر، فلا تخف، لن أؤذيها بشيء.
سارع يقول في تحذير وإن هدأ صوته قليلا : ولن تغيري طبيعتها، ونفسها الحلوة، وروحها الخلابة، وذلك العقل الراجح، الذي لم أصادف مثله، فسلب لبي؟
قالت في ملل : مادمت قد شغفت بحبها، فتزوجها!
قال وقد اكتسى بالحزن الشديد : ما إلى ذلك سبيل.
قالت في دهشة مخلوطة بملل : لمَ؟
قال في أسى : في قلبها حب لغيري.
قالت وقد ابتسمت ابتسامة صفراء مقززة : سأصرفها عنه إليك.
قال باستعطاف : هذه بغيتي.. وهدفي الكبير أن استوطن قلبها وحدي فقط..
قالت بابتسامة واسعة مؤكدة : سيكون هذا لك.
قال واكتسى صوته بالم وصبغة من تهديد : نعم .. لهذا جئتك، والأفضل أن تصدقي!!
قالت في نفاذ صبر بالغ محتدة : لا تشكك بي يا هذا!
قال صائحا : اصمتي!.. وابدأي بعملك!
قالت في حدة : احضر لي أثرها أولا!
قال محتدا بدوره : أراك تصرين .. اعملي على قلبها! فهو منبع حبها..
قالت مؤكدة في تململ : عملي يتم بالأثر..
قال في حدة وتهديد : لعلك ستؤذينها؟
قالت مؤكدة في تململ شديد : كلا .. يا هذا! .. فقط سأصرفها إلى حبك أنت وحدك..
قال في تشكيك : وما دخل الأثر الذي تجدين في طلبه؟
قالت وقد صاحت بصوت غاضب : انصرف ياهذا! .. ليس لك شأن عندي، لقد اتعبتني، بل لقد ملأتني سقما وإعياءا .. فاذهب! اذهب لغيري .. إن حاجتك ليست عندي، لألبيها لك .. فانصرف!!
انصرف على عجل! فغضبي يجعلني احمل لك الحقد، ولكم أرغب بركلك خارجا.. أيها الأرعن!..
قال وقد أخذه الغضب كلية صائحا : أيتها الكاذبة، المؤذية، التعيسة، الحقيرة!! ..
وقفز من فوره إليها، غير عابئ بالجمر الذي يتأجج، وكأنه يشارك في الغضب، الذي عم الحجرة، الرثة، المتهالكة،
انقض الشاب المحمر العينين في اصرار وخفة، حاملا خنجرا مسلولا، وكأنه قد استله من العدم ،
وانتثرت الدماء في جنبات الحجرة، فتخضبت بالأحمر القاني في جميع الأرجاء، وتعالت الأصوات في مهرجان صاخب
ما بين صرخات توعد، وتهديد، وصيحات استنجاد، ثم حشرجات مختنقة، ثم بدأ التخافت يسلم القياد للصمت،
حتى عم الأخير في بطء على المكان، فأعلن أنه قد ساد كل شيء، فأسدل الهدوء ستائره.
في حجرة قديمة رثة، جدرانها خشب متهالك، تخضبت بدماء مقززة، وروائح منفرة، تنتشر، تزكم الأنوف،
وتسقم القلوب في ليل حالك الظلمة، خدشت ستائره همهمة لرجال كثير، تجمهروا، وأضواء قد سطعت في الأنحاء
وتعالت أصوات سرينات لسيارات الشرطة، وعرباتها،
كان هناك شاب غادرته ملامح الحياة، مصفدا، وملقى على الأرض، يهمهم قائلا : إنها حبيبتي، نعم.. حبيبتي، وسأحميها، حتى من نفسي.
------------ --------- --------- --
hossam- مشرف
- عدد الرسائل : 165
العمر : 36
الموقع : وما نيل المطالب بلتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
تاريخ التسجيل : 21/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى